/ الفَائِدَةُ : (23) /
17/07/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / نوعيَّة الرَّبط بين الوجودات الشَّريفة وما دونها / هناك مبحثٌ وتَسَاؤُلٌ مَعْرِفِيٌّ مصيريٌّ ومُهِمٌّ جِدّاً ؛ ينبثق على مباحث التَّوحيد والإِمامة والعصمة الْإِلَهِيَّة ، يُطرح بالشكل التَّالي : هل أَنَّ حقيقة العقل مُتعدِّدة ، أَو هي واحدة ؛ ولها إِشراف وارتباط وصلة تكوينيَّة واتِّصال بعَالَمِ الخلقة على مراتب وطبقات مختلفة ؟ ولهذا المبحث حساسيَّة مَعْرِفِيَّة ؛ فقد وقعت فيه فرق كثيرة من أصحاب المعارف ـ كالصوفيَّة والباطنيَّة وجملة من العرفاء ـ بلبس واشتباه ، بل وارتطمت كثير منها بالضلال والزيغ والانحراف ، بل وحصل لأهل الفلسفة فيه جدلاً ونقضاً ولغطاً . مثاله : ما حصل لابن سينا ، فمع أَنَّه يُشهد له بالتَّراس والرِّيادة في الفلسفة المشائيَّة اعتاص عليه هذا المبحث ، ومن ثَمَّ انتقده الحكيم المُلَّا صدرا بالتَّرجُل فيه. وحاصل ما عنده من إِشكال : أَنَّه لو كان كلُّ مخلوقٍ عاقلٍ يَتَّحِد ـ ومقصوده من الْاِتِّحَاد التَّكامل ـ مع العقل والمعقول لكان الْعِلْمُ عند الجميع واحداً ، لكنَّه باطل بالوجدان ، فإِذا بطل التالي فالْمُقَدَّمُ مثله . ومن ثَمَّ ذهب إلى أَنَّ المخلوقات العقليَّة لا تتَّحد جوهريّاً ووجوداً بعقلٍ واحدٍ . ولهذا المبحث نظيرٌ خطيرٌ وحَسَّاسٌ بنفس الشَّاكلة والنَّمط اعتاص فهمه على جملة من المذاهب الإِسلاميَّة الأُخرى ، حاصله : أَنَّه ورد في بيانات الوحي الْمَعْرِفِيَّة : أَنَّ روح القدس ـ حقيقة القرآن الكريم الصاعدة ـ (1) كان مع النبي آدم ، ثُمَّ ورثه أَنبياء أُولي العزم عليهم السلام واحداً بعد آخر إلى أَن وصل إلى سَيِّدهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ومنه إلى سائر أَهْل البَيْت صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . فانظر : منها : 1 ـ بيان قوله تعالى : [وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا](2). 2 ـ بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « خلق الله الخلق وهو على ثلاث طبقات، وأنزلهم ثلاث منازل ، فذلك قوله في الكتاب : (أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ، وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ، وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ )(3) فأما ما ذكرت من السَّابِقين فأنبياء مرسلون وغير مرسلين ، جعل الله فيهم خمسة أرواح : رُوح القدس ، ورُوح الايمان ، ورُوح القوة ، ورُوح الشهوة ، ورُوح البدن . فبرُوح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين ... »(4) . 3ـ بيان الامام الصادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... فينا رُوح رسول الله صلى الله عليه وآله » (5) . وهذه وراثة تكوينيَّة ، فكيف لرُوحٍ واحدةٍ تنتقل وترتبط بذوات مختلفة ومُتعدِّدة ، بعد الْاِلْتِفَات : أَنَّ هويَّة وحقيقة الإِنسان وسائر المخلوقات برُوحها فصلها وكمالها الأَخير ؟! وهذا أَمْرٌ مُتسالم عليه عند أَصحاب المدارس الْمَعْرِفِيَّة ، وحينئذٍ كيف تكون ذوات الأَنبياء والأئمة الأطهار عليهم السلام واحدة بعد ما كان رُوح القدس هو الفصل والكمال الأخير لذواتهم الطاهرة مع فرض تعدُّد أبدانهم ؟! وعلى هذا قس حال العقل بين المخلوقات العاقلة ؛ فإِنَّه الكمال الأَخير فيها ، فهل المخلوقات ذات شخصيَّة واحدة بأبدانٍ متعِّددة ؟! ولرُبَما أحد أسباب قول النصارى بالحلول هو : الالتباس الحاصل في هذا المطلب ، وعدم فهمه ، وعدم التدبر فيه . وشُبهة الحلول وأَزمته ليست بالعُقدة السهلة . وبعض الباطنيَّة وقعوا في زلَّات في هذا المبحث ؛ وذهبوا إلى القول بالتَّناسخ ، وإِنَّ رُوح سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قد حلَّت في جسد أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، ثُمَّ حلَّت في جسد الإِمام الحسن صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وَهَلُمَّ جَرّاً في سائر ابدان الأئمة صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِم واحداً بعد آخر ، بل تمادى بهم الحال إلى دعوى حلول رُوحه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الـطاهرة أَو رُوح الإِمام عليه السلام في أَرواح الأَولياء . وسبب حصول هذه الخيالات والأَوهام الباطلـة : عدم الفهم لحقيقة هذا المبحث أَيْضاً . ويُثار هذا المبحث والتساؤل أَيْضاً في مَوْضِعٍ ثالث ، وهو : أَنَّه ما معنى وحدة النور واشتقاقه الواردة في بيانات الوحي الْمَعْرِفِيَّة أَيْضاً ، منها : 1 ـ بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « كُنْتُ أنا وعَلِيٌّ نوراً بين يدي الرحمن قبل أن يخلق عرشه بأربعة عشر ألف عام »(6) . 2 ـ بيانه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَيْضاً : « كُنْتُ أنا وعَلِيٌّ نوراً بين يدي الله عَزَّ وَجَلَّ مطبقا، يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق آدم ركب ذلك النور في صلبه ... » (7) . 3 ـ بيانه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَيْضاً : « كُنْتُ أنا وعَلِيٌّ نوراً بين يدي الله عَزَّ وَجَلَّ يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلم نزل (8) في شئ واحد حتى افترقنا في صلب عبدالمطلب ... » (9)؟ وقد ذُكِرْت عدَّة نظريات وأَجوبة للتَّساؤل الأَوَّل ، وقس عليه أَجوبة سائر التَّساؤلات : أَحدها : ما التزمه كثير من الفلاسفة والمُتكلَّمين ، حاصله : أَنَّ العقل الأَوَّل حينما يرتبط بالمخلوقات الأُخرى لا يكون ذلك الارتباط بالمباشرة ، بل من خلال العقول الجزئيَّة (10) المتفاوتة كمالاً ونقصاً والمرتبطة بالبدن . وبهذا تنحل شبهة التَّناسخ والحلول والوحدة الشَّخصيَّة ؛ لأَنَّ العقل الأَوَّل لم يعد في كنه ذوات المخلوقات كيما يحصل المحذور ، وإِنَّما يُدبِّرها ويشرف عليها . ثانيها : أَنَّ ذوات المخلوقات ترتبط بالعقل الأَوَّل ، لكنَّها ليست على درجة واحدة. ثالثها : أَنَّ النَّفس الإِنسانيَّة عندما تصفو وتلطف من الشوائب والأَكدار تكون كالمرآة الصافية ، تنعكس فيها معلومات وحقائق ونـور من العقل الأَوَّل ، فدور العقل والنور دور الفاعل ، سواء كان يعكس نفسه في المرآة أو يعكس غيره ، أَمَّا النُّفوس والأَرواح فمنفعلة وقابلة ، ومن ثَمَّ يكون للتقوى دور في تلقي العلوم ، لأَنَّها تورث الصفاء ، قال تعالى : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا](11)، وقال تقدَّس ذكره : [وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ](12)، وهذا بخلاف آثار الذُّنوب ، فإِنَّها تورث الظلمانيَّة والشَّوائب. رابعها : أَنَّ الذَّوات المخلوقة ترتبط وجوديّاً بالعقل الأَوَّل ـ لا أَنَّه انعكاس عن بُعد كما عليه الجواب السابق ـ وهو نوع تلاحم واتحاد وجودي ، وارتباط مُجرَّد بمُجرَّدٍ فوقه ، أَو ارتباط لطيف الذَّات بذاتٍ ألطف. خامسها : ـ وهو الحقُّ ـ ما ذهب إليه أَهل الْمَعرفة اقتباساً من بيانات الوحي ، حاصله : أَنَّ العلاقة بين العقل الأَوَّل وغيره من المخلوقات علاقة تجلِّي وظهور وانعكاس ، وكمالاته لا تتجلَّى ولا تظهر ولا تنعكس في المخلوقات إلَّا بقدر ما يُحِبُّ الله ويريد. وهذا ما تُشير إِلَيْه بيانات الوحي الْمَعْرِفِيَّة ، منها : 1 ـ بيان الحديث القدسي ؛ مخاطبا (جَلَّ قدسه) العقل ، عن الإِمام الباقر صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، قال : « لما خلق الله العقل استنطقه ، ثُمَّ قال له أقبل فأقبل، ثُمَّ قال له أدبر فأدبر، ثُمَّ قال له : وعزتي وجلالي ، ما خلقت خلقا هو أحبّ إِلَيَّ منكَ ، ولا اكملكَ إِلَّا فيمن احبّ ، أما إني إياكَ آمر، وإياكَ أنهى ، وإياكَ اثيب »(13). 2 ـ بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، فإِنَّه : « سئل مما خلق الله عزوجل العقل ، قال : خلقه ملك له رؤوس بعدد الخلائق من خلق و من يخلق إلى يوم القيامة ، ولكل رأس وجه ، ولكل آدمي رأس من رؤوس العقل ، و اسم ذلك الانسان على وجه ذلك الرأس مكتوب ، وعلى كل وجه ستر ملقى لا يكشف ذلك الستر من ذلك الوجه حتى يولد هذا المولود ، ويبلغ حد الرجال ، أو حد النساء فإذا بلغ كشف ذلك الستر ، فيقع في قلب هذا الانسان نور ، فيفهم الفريضة والسنة ، والجيد والردي ، ألا ومثل العقل في القلب كمثل السراج في وسط البيت »(14) . ودلالتهما واضحة ؛ فإِنَّهما برهانان وحيانيَّان دالَّان على أَنَّ تجلِّي العقل الأَوَّل في العقول الجزئيَّة أَو في عقول المخلوقات متفاوت ، وأكثر الناس حـبّاً وحضوة عند الله أكملهم عـقلاً ؛ وذلك لتجلِّي العقل الأَوَّل في ذلك المخلوق أَكثر من غيره . ولو دَقَّقنَا النَّظَرَ فِي هذا الجواب ، بل النَّظريَّة لوجدنا أَنَّه كفيل بتفسير الأَجوبة والنظريَّات الْمُتَقَدِّمَة ، ويُبعد عنها سلبيَّاتها ، والشيء الإِيجابي في جميع هذه الأَجوبة والنَّظريَّات أَنَّها تتفادى التَّناسخ والحلول والوحدة الشَّخصيَّة ، فمثلاً : الجواب والنَّظريَّة الثَّالثة قرَّبت الفكرة بالنور والمرآة ، وهذا هو نفس معنى التَّجلِّي والظُّهور ، وكذا الجواب والنَّظريَّة الرابعة ، فإِنَّ ارتباط العقل الأَوَّل بالمخلوقات هو نوع ارتباط الظَّاهر بالْمُظْهِرِ . إِذنْ : النِّسبَة بين العقل الأَوَّل والعقول الأُخرى : أَنَّها مرائي تنعكس وتتجلَّى فيها كمالات العقل الأَوَّل ، فهو هي ، وهي هو ، وهو هو ، وهي هي ، فالعقل واحدٌ ، لكن المجالي التي يتجلَّى ويظهر فيها العقل الأَوَّل كثيرة . وهذه الصَّلَّةُ والعلاقة هي أَمتن وأَقوى وأَعظم أَنواع الارتباطات والصِّلاة ؛ فإِنَّ في التَّجلِّي وَالظُّهُور والانعكاس عِلْماً وقدرةً ، وهما من أَكمل الكمالات . وصِلَة التَّجلِّي وَالظُّهُور : صِلَة ذو الصُّورة مع الصُّورة والمُتَجَلَّى بها والْمُظْهِرِ ، وأَنَّ الصورة تحكي كلَّ ذي الصُّورة ، لكن بقدر وسعها وقابليتها ، وهذا بخلاف صِلَة التَّبعيض والتَّناسخ والتَّمازج والحلول ؛ فإِنَّها تكون مع بعض الكلِّ. وهذه النَّظرية والقاعدة من الأُمور المُهمَّة والخطيرة ، ولا تنحصر في المقام ، فإِنَّ من ثمارها المُهمَّة : تفسير الرَّابطة بين الخالق سبحانه ومخلوقاته ، فالباري سبحانه وتعالى وإِن كان يُفند في كتابه المجيد بعض أَنواع الصِّلاة ، منها : ما ورد في بيان قوله تعالى : [وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ](15)، لكنَّه سبحانه في موارد أُخرى أَثبت صِلاة أُخرى ، كصِلَة التَّجلِّي والظهور والآيتتَّة . فانظر : بيانات الوحي الْمَعْرِفِيَّة ، منها : بيان قوله تعالى : [وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً](16). فالرَّابطة بين النبي عيسى عليه السلام والباري (سبحانه وتعالى) : ليست حلول ولا أبوة ولا بنوة ، بل آية وتجلِّي وظهور، وفيها أَعظم كمال الارتباط والإِيجاد ؛ وإِن كانت أَحكام الْمَادَّة ميزان ذهنيَّة المخلوقات الْمَادِّيَّة ، والتَّوالد والتَّوليد من أَحكام الْمَادَّة ، وهو ليس بإيجاد(17) حقيقي ، بل انتقال من مكان لآخر. وهذا ما تُشير إِلَيْه بيانات الوحي الْمَعْرِفِيَّة ، فلاحظ منها : بيان قوله (عَزَّ قوله) : [أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ](18). ومعناه : أَنَّ دور الأب ليس إلَّا التَّحريك والنَّقل ، أَمَّا الصُّورة المنويَّة والعقليَّة والمضغيَّة فهي لا تأتي إلَّا من خلال التَّجلِّي والظُّهور ؛ لأَنَّ فيهما عِلْماً ، وهو منشأ القدرة ، وهما منشأ الحياة. وتفسير الرَّابطة بين الخالق سبحانه والمخلوق من أَعظم المباحث التَّوحيديَّة وأَعقدها ، فكم من المدارس الفلسفيَّة وغيرها طحنت بعضها الآخر سجالاً وجدالاً واستدلالاً في هذه المسألة. وهناك نُكْتَةٌ في نظريَّة التَّجلِّي تؤكِّد عليها بيانات الوحي الشريف دائماً ، لكن غفل عنها الكثير ، وهي : أَنَّ حكاية التَّجلِّي والظُّهور والآية حكاية حقيقية ، وليست سراباً وتخيُّلاً ووهماً لا واقع له ، وإِلَّا كان عَالَم المخلوقات (وَالْعِيَاذ بِاللَّهِ تَعَالَى)لا واقعيَّة له أَيْضاً . /حقيقة التَّجلِّي والظُّهور والآيتيَّة صعبة الإِدراك/ لكن : المُتبادر في أذهان الباحثين والمُحقِّقين خلاف ذلك ؛ فإِنَّ أَذهان البشر بعدما كانت مُتعلِّقة بالمادة لا تقرُّ بالحقائق والْأُمُور إِلَّا بحقيقة التَّوالد والتَّوليد ، أَمَّا حقيقة التَّجلِّي والظُّهور والآيتيَّة فهي صعبة الإِدراك . وإِلَى هذا تُشير بيانات الوحي الْمَعْرِفِيَّة ، فانظر منها : 1 ـ بيان قوله (تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ) : [إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ](19). 2 ـ بيان قوله (تقدَّس ذكره) : [وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون](20). نعم التَّجلِّي والظُّهور والآيتيَّة مع أَنَّها تحكي عن حقيقة ، لكنَّ الحقيقة ليست مستقلة عن باريها (عظمت آلاؤه)، بل هي محض الفقر والاحتياج . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) وهو الروح الأمري ؛ حقيقة القرآن الكريم الصاعدة ، وهو غير الروح الأمين جبرائيل عليه السلام ، وان اشتبه ذلك على كثير من المفسرين. (2) الشورى : 52. (3) زاد في نسخة وفى المصدر: [اولئك المقربون] أقول: والايات في الواقعة: 8 - 10 وفيها اختصار. (4)بحار الانوار ، 25 : 64 ـ 67 /ح46 . بصائر الدرجات : 133 . (5)المصدر نفسه : 62 ـ 63 /ح41 . بصائر الدرجات : 136 . (6)بحار الانوار ، 15 : 24 /ح42 . رياض الجنان (مخطوط) . (7) بحار الانوار ، 40 : 77 . (8) في المصدر : (قبل أن يخلق الله آدم بألف عام ، فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم يزل) . (9) بحار الانوار ، 34 : 147 /ح114 . العمدة : 44 . (10) المقصود من الجزئي ليس الإِضافي ، بل دون العقل الأَوَّل . (11) الأنفال : 29. (12) البقرة : 282. (13) أُصول الكافي ، 1/ كتاب العقل والجهل / 10/ح1. (14)بحار الانوار ، 1 : 99 /ح14 . (15) النساء : 171. (16) المؤمنون : 50. (17)يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات : أَنَّ الإِيجاد لا يخرج من كبد التَّوالد والتَّوليد . (18) الواقعة : 58 ، 59. (19) الأعراف : 40. (20) الروم : 24